تبذل «مصر» قصارى جهدها للتوصل لـ«هدنة» بين الجانبين الإسرائيلى والفصائل الفلسطينية من أجل وقف الحرب على قطاع غزة، وبالتالى إيقاف المجازر الإسرائيلية والاعتداءات الوحشية على غزة، الجهود المصرية تهدف لوقف إطلاق النار وإتمام عملية تبادل الأسرى وإدخال المساعدات، ولتحقيق هذه الأهداف تقوم «مصر» بعدد من التحركات الجادة فى جميع الاتجاهات وعلى كل الأصعدة.. وهذه التحركات هى:
- (تحركات على الصعيد الخارجى): قبل أحداث السابع من أكتوبر الماضى كانت جهود مصر تهدف للمّ الشمل الفلسطينى وضرورة جلوس الأشقاء الفلسطينيين معاً للوصول لنقطة اتفاق حول الأهداف المأمولة، وكان آخرها ذلك الاجتماع الذى شهدته مدينة العلمين الجديدة بحضور قادة (١٣) فصيلاً فلسطينياً والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن.
وبعد السابع من أكتوبر الماضى تحركت «مصر» تحركات سريعة مع جميع الأطراف الدولية لمنع تصعيد الصراع وتوسيعه، كان «الرئيس السيسى» فى جميع خطاباته يطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية لأنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار فى منطقة الشرق الأوسط إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أراضى ما قبل (٥ يونيو ١٩٦٧).
ومن أهم لقاءات «الرئيس السيسى» لقاءاته مع المستشار الألمانى سولتش والرئيس الفرنسى ماكرون ومع قادة الاتحاد الأوروبى ومنهم («فون دير لاين» رئيسة المفوضية الأوروبية وبيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا)، تبعه فى ذلك سامح شكرى وزير الخارجية فى تبنِّى الدفاع عن القضية الفلسطينية والمطالبة بوقف المجازر والانتهاكات الإسرائيلية فى جميع المحافل الدولية، ومنها الأمم المتحدة، وفى جميع لقاءاته مع وزراء الخارجية العرب ودول الاتحاد الأوروبى.
- (تحركات على الصعيد الداخلى): قادت «مصر» عملية تقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء فى قطاع غزة وقدمت ما يقرب من (٨٠ ٪) من حجم المساعدات التى قُدمت حتى الآن، إضافة إلى علاج المصابين الفلسطينيين من جرَّاء القصف الإسرائيلى.
- (تحركات فى التفاوض على الهدنة): وهذه التحركات التى يتابعها العالم بأسره، ويُمكننا القول إن «مصر» تقود عملية التفاوض للوصول إلى اتفاق يفضى فى نهاية المطاف لإيقاف دائم لإطلاق النار، تجمع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى -والمُتمثل فى الفصائل الفلسطينية- فى عدد من جولات التفاوض و«مصر» حاضرة فى كل الجولات.
«مصر» ترعى المفاوضات وهدفها إتمام الهدنة، وليس أمامنا إلا خيار واحد هو «إتمام الهدنة»، (إما الهدنة وإما الهدنة)، ليس فى قاموسنا إلا هذا الخيار لإنقاذ غزة، إن «مصر» تعرف جيداً أن الطريق للهدنة ليس مفروشاً بالورود، فهو طريق صعب ويحتاج مجهوداً كبيراً، طريق يحتاج للوصول لمرحلة توافقية فى ظل سماع أصوات القصف ومناظر الدم ومشاهد الدمار والخراب.. الهدنة قادمة لا محالة، والوصول لها يحتاج جهداً كبيراً لإنجاحها، وهذا الجهد لا تقدر عليه إلا «مصر»، وهذا قدَرها.